د.حسام مطر
نحن فعليًا منذ أشهر نعيش شكل من الحرب، وحاليًا نمر بلحظة غموض عند كل الأطراف حول كيف ستذهب الأمور في المرحلة المقبلة. المتغيرات التي تحدد ذلك عديدة ومتداخلة وهناك مؤثرات لا يمكن السيطرة عليها. شخصيًا، أثق بأن أهل الميدان أقدر على تشخيص المصلحة، وهي ثقة ما خانوها منذ 40 عاماً، ولذلك ما يهمني هي مسؤوليتنا نحن كأفراد ومجتمع حاضن. أظن أفضل ما يمكننا القيام به الآن هو الآتي:
1. تحصين أنفسنا من التأثير النفسي للعدو بتذكر قوتنا والثقة بأهل الميدان وقبله وبعده التوكل على الله في واحدة من أكثر المعارك عدالة وأحقية في التاريخ الحديث. وهنا علينا الابتعاد عن استهلاك أخبار العدو وتصريحاته وإعلامه وإشاعاته، فالكثير مما يقوله تضليل وتلاعب وكذب. لنبتعد عن المصادر التي تبث صوت العدو، عن علم أو جهالة.
2. التخفيف من استهلاك المعلومات المرتبطة بالوضع الحالي، يمكن حصر الاهتمام بمتابعة مصدر موثوق أحصل بموجبه على ما يهم ولا ضرورة للانضمام لمجموعات متعددة وملاحقة التفاصيل وما شاكل.
3. الوعي والفهم لموقف أهل الميدان بالاطلاع على خطابهم ومواقفهم والقراءات الموثوقة التي تشرح مقاربتهم. ولنتواضع في تحليلنا ورأينا فهذه من أكثر الحروب تعقيدًا وتعجز أمام فهمها دول كبرى وأجهزة متخصصة، فالتواضع عباد الله.
4. تشتيت المشاعر السلبية بما امكن من أنشطة بسيطة اجتماعية ورياضية وعبادية وما شاكل، ويمكن مراجعة أهل الاختصاص في علم النفس مثلاً.
5. الامتناع عن نشر وترويج أخبار سلبية لا سيما غير الموثوقة المصدر. ومن المهم عدم اتخاذ المواقف تحت وطأة الانفعال عند حدث سلبي أو مقلق. امنحوا أنفسكم وقتًا لتهدأ الأمور.
6. بث المعنويات وشحذ الهمم للمقربين والأصدقاء من خلال نشر مواد دعائية وتوضيح الأمور ونشر المعلومات الموثوقة والعودة إلى المخزون الإيماني.
7. الامتناع عن بث الخوف والتثبيط والتشكيك لا سيما أننا لسنا خبراء بالميدان والسياسة ومن يقوم بذلك فلكونه فقد السيطرة على انفعالاته.
8. اظهار مواقف الثقة والقوة، فهذه المشاعر مثل العدوى تنتشر وتخلق جو عام مطلوب في الأزمات.
9. المساهمة في حملات المناصرة السياسية لأهل الميدان وعرض منجزاتهم ونشر اخفاقات العدو.
10. النظرة الواقعية للأمور، فالعدو سيراكم نقاط ومنجزات كما فعل في كل حروبه السابقة معنا، ولكن هذا جزء من المشهد وأهل الميدان أدرى بكيفية موازنة ذلك والتكيف معه بما يحقق الأهداف العليا.
11. من لديه رأي سلبي فليكتبه وينتظر نهاية الأزمة ويعبر عنه، أما الأن فلن يولّد إلا الضرر.
12. من كان يستطيع ان يقدم خدمة أو استشارة أو أي مساهمة تطوعية لأمور مرتبطة بالوضع الحالي فلا يتردد.
13. قبل ذلك وبعده ضعوا عيونكم بعين الله، لنعمل باخلاص وله الأمر من قبل ومن بعد.
هذه أعظم معاركنا وأكثرها عدالة وحقانية وشرفًا بظل قيادة تاريخية يشهد لها العدو والصديق، هذه معركة عز الدارين الدنيا والآخرة، وهي منازلة بين جبار ظالم لكنه يبقى بشري فيه النقص والوهن، وقوي مظلوم يمكنه أن يبتكر ويناور ولديه نقص وضعف. كما كل الشعوب التي نهضت فكان لا بد من ثمن، نحن منذ 40 عامًا أمسكنا مصيرنا بيدنا ولن نفلته ، لم ولن تنقصنا الشجاعة والدراية والحكمة والادارة، هذه معركة إرادات في المقام الأول، فلنكن على قدر انتمائنا وهويتنا وأهدافنا ومسؤولياتنا. قوتنا وثباتنا والتفافنا حول أهل الميدان من لوازم إحباط أهداف العدو.